ويُقصد بهذه الطريقة أن يدهن المصاب جسده بزيت الزيتون المقروء عليه،[٤] وشجرة الزيتون شجرة مباركة؛ فعن النبي -صلى الله عليه وسلم-: (كلوا الزَّيتَ وادَّهنوا بِه فإنَّهُ من شجرةٍ مبارَكةٍ).[٥]
أما المواصلة للسحر: فهذا نوعٌ رابعٌ مُستقلٌّ، ليس مكروهًا، بل جائز، وتركه أفضل، كونه يُفطر إذا غابت الشمسُ أفضل، فإن واصل فلا حرجَ ولا كراهةَ؛ ولهذا قال: فأيُّكم أراد أن يُواصل فليُواصل إلى السَّحر، هذا قسم رابع.
ولكن إن احتاج الإنسان للرقية ولم يستطع أن يفعل ذلك بنفسه، فلا حرج أن يطلب الرقية من غيره بشرط أن يكون معتقدًا أن الشفاء من الله تعالى وليس من الراقي، والراقي ما هو إلا سبب فقط، وعلى أن يكون الراقي مسلمًا صاحب عقيدة صحيحة، ويرقي بالرقى المباحة.
القول الأول: جائز بلا كراهة. والثاني: تحريمه، وهو الذي دندن عليه الآن، وذكره ابنُ عبدالبر عن الثلاثة. والقول الثالث: كراهته من دون تحريمٍ. وهو الأظهر من الأدلة؛ لأنَّ الرسول أقرَّهم وواصل بهم، دلَّ على أنه غير محرَّمٍ؛ لأنه لا يُقرهم على معصيةٍ عليه الصلاة والسلام، ولكنه مكروه ينبغي تركه؛ ولهذا واصل بهم ليُريهم المشقَّة، وقال: لو تأخَّر الهلالُ لزدتُكم كالمنكِّل لهم حين أبوا أن ينتهوا.
العين والحسد من الأمور حقيقة الوقوع، فقد ثبت في الصحيح عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-:...
[٦] (بسمِ اللهِ الَّذي لا يَضُرُّ مع اسمِهِ شيءٌ في الأرضِ ولا في السَّماءِ وهو السَّميعُ، ثلاثَ مرَّاتٍ).[٧] (أَعُوذُ باللَّهِ وَقُدْرَتِهِ مِن شَرِّ ما أَجِدُ وَأُحَاذِرُ)،[٨] وتُقال سبع مرات مع وضع اليدين على موضع الألم.
العين والحسد من الأمور حقيقة الوقوع، فقد ثبت في الصحيح عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-:...
الرقية الشرعية للأطفال مشروعية رقية الأطفال ثبتت مشروعية رقية الأطفال لتحصينهم وحفظهم عن النبيّ -صلّى...
.... فلا مانع أن يُواصل إلى السَّحَر، يعني: يستمر صائمًا إلى السَّحر، فيكون سحوره عشاءً، ولكن الأفضل أنه لا يستمر، بل متى غابت الشمسُ أفطر، كما قال عليه الصلاة والسلام: إذا أقبل الليلُ من هاهنا، وأدبر النَّهار من هاهنا، وغربت الشمسُ فقد أفطر الصائمُ، وفي الحديث يقول الله : أحبُّ عبادي إليَّ أعجلهم فطرًا.
اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا .[١٢]
من سورة فصلت: وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ .[٤٨]
قال ابن مفلح رحمه الله: "وكان الشيخ تقي الدين رحمه الله [يعني: شيخ الإسلام ابن تيمية] يكتب على جبهة get more info الراعف [الذي أصابه نزيف من الأنف]: (وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ".
فينبغي للمؤمن التَّأسي بنبيه عليه الصلاة والسلام، والاستكثار من الخير في الشهر العظيم -شهر رمضان- [يكثر] من أنواع الخير: من الصَّدقات على الفقراء والمحاويج والأرحام، ومن كثرة الذكر، وتلاوة القرآن، وكثرة العبادة.
الرقية إن كانت من القرآن، أو السنَّة النبوية الصحيحة، أو الأدعية الشرعية؛ ففيها نفع عظيم، وشفاء من الداء، إذا استوفت شروطها وكان الراقي من أهل الإيمان والتقوى والإخلاص.